نظم مركز الكواكبي للتحولات الديمقراطية يوم 27 أفريل 2021 ندوةً افتراضية تحت عنوان “في تنفيذ توصيات هيئة الحقيقة والكرامة”. وتندرج هذه الندوة في إطار مشروع “دعم مسار العدالة الانتقالية في تونس” الذي شرع مركز الكواكبي في العمل عليه منذ 2019.
تم تسيير الندوة من قبل مدير مركز الكواكبي أمين الغالي وقد أثثت من قبل الشركاء والخبراء في هذا المجال الذين أنجزوا عددا من المبادرات في إطار المشروع والتي قسمت افتراضياً على ثلاث جلسات تم التفاعل معها من قبل المشاركين افتراضيا على صفحة الفايسبوك التابعة للمركز.
خلال هذه الندوة تم تقديم موقع واب شهادات الضحايا “temoignage.tn” من قبل الخبيرين عادل المعيزي وسحر أوبا اللذان عنيا بتجميع وتوثيق وعرض الشهادات التي قدمها الضحايا و عائلاتهم في قنوات التلفزة الوطنية. و قد تم تجميع هذه الفيديوهات و تبويبها في الموقع مع محرك بحث مما يجعل من هذا الموقع نواة لمتحف افتراضي يمكن أن يبني لشراكات أوسع. وقد تم التذكير بإمكانية تبني هذه المبادرة من قبل مؤسسة حكومية تعمل على حفظ الذاكرة كالأرشيف الوطني أو مؤسسة جديدة، كما يمكن ربطها بباقي مسار العدالة الانتقالية كالجلسات القضائية أو غيرها.
من ثم تم عرض مشروع “تالة المنطقة الضحية” حيث عرض الأستاذ بالقاسم منصري والخبير عبد الستار العاتي الكتيب بعنوان “المناطق الضحية ضرورة العودة وإلزامية التجاوز” إذ تم تقديم لمحة تاريخية حول المنطقة الضحية وأسباب تهميش منطقة تالة كما تم التركيز على تحديد أهم المشاكل التي تعاني منها المناطق المتمثلة في (حيدرة، تالة والعيون) بالإضافة إلى ضبط أولويات تدخل الدولة والسياسات الاقتصادية والاجتماعية والتوصيات التي من شأنها حل هذه المشاكل بالإضافة إلى ملامح التعويضات والحلول المقترحة. كما تم التأكيد على أهمية هذه الدراسة كأداة مناصرة توجه الى السلط المحلية و السلط الوطنية.
في نفس إطار الندوة، تم تقديم الإصدار حول ” مسار العدالة الانتقالية في تونس: حين ختمت الهيئة اشغالها” و هي مجموعة من الدراسات من إعداد الخبراء وحيد الفرشيشي الذي قدم قراءةً في توصيات هيئة الحقيقة والكرامة كبرنامج متكامل لإرساء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. كما قدمت الخبيرة أمال الوحشي المسار القضائي في العدالة الانتقالية والنقص في الاختصاص لدى القضاة والصعوبات التي تعترضهم. وقدمت الصحفية ألفة بلحسين دراسةً لتوقعات الضحايا ومخاوفهم وآمالهم بعد اختتام أشغال هيئة الحقيقة والكرامة.
اختتمت الندوة من قبل أمين الغالي الذي شكر الخبراء المشاركين في المشروع لتبنيهم المشروع وثقتهم فيه ودفاعهم على مسار العدالة الانتقالية كما دعا إلى ضرورة إعداد خطة وطنية لتوصيات هيئة الحقيقة والكرامة والمناصرة لدفع الدولة إلى تبني هاته التوصيات وتنفيذها من خلال الاستئناس بتجارب عالمية أخرى.